Institut numerique

Annexe 6. Entretien avec A.J

Entretien N°6 : A.J, Meknes

لماذا اخترت النضال داخل الحركة؟
لأنها تتماشى وقناعاتي وأيضا مع المشروع المجتمعي الذي أحلم بتحقيقه والقائم على الحرية والكرامة والعدالة
الاجتماعية.

– حدثنا عن أول لقاء لك مع الحركة؟
أول لقاء مع الحركة كان عبر الآنترنيت منذ إطلاق الفيديو الأول وتاسيس مجموعة حرية وديمقراطية الآن،أما اللقاء
في الواقع فكان مع بعض شبابها في أحد مقاهي الرباط وكذلك في المسيرات التضامنية مع كل من الثورثين
التونسية والمصرية أمام سفارة البلدين وفي ساحة البريد

– ما هي القيم التي تدافع عنها شخصيا داخل الحركة؟
القيم التي أدافع عنها داخل الحركة هي نفسها التي أدافع عنها خارجها لأنها قناعات ومبادئ كونية كقيم الحداثة
والحرية والمساواة الكاملة بين الجميع بما فيهم الجنسين وغيرها من القيم المتعارف عليها كونيا والتي تضع
الإنسان كأولوية .

– هل كل مكونات الحركة تدافع عن مثل هذه القيم؟
أكيد أن أغلب مكونات الحركة مقتنعة إلى أبعد الحدود بهذه القيم ومستعدة للدفاع عنها والنضال من أجلها ،وهذا
لاينفي أن هناك استثناءات قليلة لأناس لاينكرون من حيث الخطاب تبنيهم لها في حين أن ممارستهم بعيدة كل
البعد عنها،كما لاينفي أن هناك بعض الفئات التي تعلن صراحة عدم تبنيها لهذه القيم وتدافع عما تسميه
الخصوصية المغربية .

– كيف يتم تذويب الخلافات داخل الحركة؟
بالنقاش والحوار المتبادل، وفي جو من التوافق التام على اعتبار أن الحركة لاتلجأ للتصويت من أجل تمرير القرارات
وتحديد الخطوات النضالية وذلك تجنبا لمنطق الأغلبية الحاكمة والمتحكمة واللجوء إلى الإنزالات،وإنما كل قراراتها
تتخذ بشكل توافقي يكون قريبا في أغلب الأحيان للإجماع .

– ما هو في نظركم الدور الذي لعبته الأنترنيت والشبكات الإجتماعية في التعبئة لصالح الحركة؟
يكفي أن نقول بأن الحركة هي في أساسها حركة فايسبوكية حتى نفهم الدور الكبير للأنترنيت في مسار الحركة
إلى اليوم ،فالفايسبوك يعتبر الوسيلة الأولى المستعملة من طرف شباب الحركةإلى اليوم ،ذلك أنه بالرغم من
نزولنا للواقع وقيامنا بالتعبئة الميدانية بمختلف الأشكال ،يبقى الفايسبوك الوسيلة الأولى للتواصل بين شباب
الحركة وكذلك مع الرأي العام الوطني والدولي ،حتى أن بعض الجرائد والمواقع الإلكترونية أصبحت تتبع بشكل
يومي ماينشره بعض الوجوه المعروفة من شباب الحركة على صفحاتهم الشخصية في الفايسبوك ويحولوها لمواد
إعلامية.

– أي دور لعبته الصور المأخوذة عبر الهواتف في الشبكات الإجتماعية في تطور الحركة؟
المعروف أن الحركة جوبهت بتعتيم إعلامي رسمي كبير جدا ،فلم يسبق مثلا للقنوات الرسمية المغربية أن غطت
ولو مسيرة واحدة من مسيرات الحركة باستثناء يوم 02 فبراير مع تبخيس كبير في عدد المتظاهرين والمدن التي
خرجت،بل أنه خلال حملة التعبئة لتمرير الدستور استغلت الدولة مسيرات الحركة وقدمتها في وسائل إعلامها
على أنها مسيرات مساندة للدستور لتغليط الرأي العام في حين أنها مسيرات خرجت لدعوة المواطنين لمقاطعة
الدستور ،هذا دون أن ننسى الهجوم الإعلامي من طرف بعض الجرائد والمواقع الإلكترونية التي تسمي نفسها
مستقلة والتي كانت تزيف الحقائق وتشيطن شباب الحركة وتتعدى على حرياتهم وتختلق الأكاديب من أجل
تشويه صورتهم لدى الرأي العام والمواطنين.مقابل كل هذا كانت الحركة تلجؤ لحرب الصورة وتصور فيديوهات
المسيرات عبر عموم التراب الوطني وكذلك في الخارج والتي تظهر الأعداد الكبيرة من المتظاهرين وتضع الدولة
في موقف حرج،كما صورت الحركة عمليات التزوير الكبيرة التي شابت التصويت على الدستور ،دون أن ننسى
تجارب بعض المدن كفاس والدار البيضاء التي استطاع فيها شباب الحركة انجاز روبورطاجات تعكس الواقع
المعيشي المتردي للمواطنين ،وهكذا استطاعت الحركة خلق إعلام بديل عن ذلك الرسمي والذي كان أكثر

مصداقية وقرب من المواطنين،خصوصا مع التخلف الذي يعيشه الإعلام الرسمي وفقدان الثقة فيه من قبل
المواطنين.

– لماذا اختيار النضال في الشارع بدلا عن المؤسسات-البرلمان والمجالس المنتخبة-؟
النضال من داخل المؤسسات جربته القوى المناضلة في المغرب منذ مدة ولم يعط أكله ،لأن المؤسسات في
المغرب خلقت فقط لخداع الخارج وتقديم المغرب وكأنه من البلدان التي تعرف تطورا مؤسساتيا وذلك للحصول
على تمويلاته ،في حين أنه في الواقع والذي يعرفه كل المغاربة جيدا فإن كل هذه المؤسسات هي صورية
لاوظيفة لها ولاتأثير على الواقع المغربي ،لأن الملك ومحيطه هم المتحكمون في كل شئ من سياسة واقتصاد
بل حتى الزيت والسكر والحليب ،كما أن النظام ملأ هذه المؤسسات بالفاسدين الذين لايهمهم سوى الدفاع عن
مصالهحم الخاصة ،لذلك كان لابد من المطالبة بحل هذه المؤسسات الصورية وبإعطائها الصلاحيات الواسعة في
إطار فصل حقيقي وواضح للسلط،وطبعا هذا لن يتم دون تخلي الملكية عن نفوذها والاحتفاظ بمكانتها الرمزية في
إطار ملكية برلمانية ،وهي التوليفة الوحيدة التي ابدعها العقل البشري لحد الآن من أجل التوفيق بين الحكم
الموروث في إطار الاستمرارية الرمزية للدولة وبين الحكم الشعبي المنبثق عن صناديق الاقتراع الشفافة والنزيهة.
ما هو مستقبل الحركة في نظركم؟
الحركة كما أفهمها وكما يفهمها أغلب المناضلين داخلها هي حركة جماهيرية،أي أنها دينامية اجتماعية تصل في
حين معين إلى قمة آدائها وإشعاعها وتطورها ،كما قد تعيش في لحظات معينة بعض الفتور وذلك حسب الأحداث
والسياق الذي تعيش فيه،لكنها وهذا هو الأكيد لايمكن أن تنتهي وتموت مادامت اسباب ولادتها مازالت موجودة
ولم تختف .

– في نظركم هل توجد هناك علاقة بين الحركة والحركات الاحتجاجية في العالم العربي؟ وكيف تؤثر هذه
الأخير في التعبئة داخل المغرب؟
لايمكن أن ننفي تأثير الثورة التونسية ونسيم الحرية الذي أطلقته على الشباب المبادر في الحركة ،وأتذكر أننا
في بداية الحركة في الفايسبوك كنا نناقش تطور الأحداث داخل تونس بشكل متتابع ودون توقف ونفس الأمر مع
الثورة المصرية ،إذن التأثير موجود دون شك ولكن هذا لاينفي أن المطالب التي رفعتها الحركة هي مطالب كانت
موجودة ومتداولة في الواقع السياسي المغربي من طرف الكثير من القوى المناضلة ،فالتاثير في واقع الأمر كان
لدى النظام الذي خشي أن يلقى المصير ذاته لنظامي البلدين وفضل استراتيجة أخرى أكثر ذكاءا ظاهرها
استجابة للمطالب أما باطنها فهو الالتفاف على ىالمطالب من أجل ربح مزيد من الوقت حتى تمر العاصفة .من
جهة أخرى علينا أن لاننسى أن التجربة الليبية والسورية واليمنية ومشاهد الدماء والقتل والتخريب التي عرفته قد
أثرت بشكل سلبي إلى حد ما على نفسية المواطن المغربي وتوجسه من الدخول في نفس الوضع ،لكن حتى
في هذه النقطة فما كان يحسب للحركة هو أن تخوف المواطنين لم يكن أن تلجأ الحركة للعنف لأنهم كانو متيقنين
من سلمية أساليبها رغم التعنيف الذي عانته والاعتقالات والاستشهادات وكذلك تسليط البلطجية للاعتداء عليهم
،فرغم كل ذلك احتفظت الحركة بشعارها الذي كان شبابها يرددونه “سلمية سلمية لا حجرة لاجنوية”،لذلك
فالمواطنين كانو يخشون من الأسلوب الذي سيلجأ إليه النظام خصوصا مع ماضيه الدموي المعروف وأن ينفذ صبره
على الشباب

– ما هو المغرب الذي تحلم به شخصيا وما الوقت اللازم في نظركم لتحقيق ذلك؟
إذا أردتني أن أجيبك في جملة واحدة فلن أجد أكثر تعبيرا من “مغرب الملكية البرلمانية هنا والآن”،مغرب يقرر فيه
الشعب المغربي مصيره ويحاسب مسؤوليه ويعيش كرامته المفتقدة ،مغرب لكل ابنائه وليس لحفنة من اللصوص
والفاسدين المسيطرين على مقدراته وثرواته،وأنا صرت مقتنعا أكثر من أي وقت مضى بأن هذا المغرب الآخر هو
بالفعل ممكن الآن وليس غذا .

Retour au menu : Le Mouvement du 20 février marocain : Conditions de naissance et évolution d’un mouvement protestataire