Institut numerique

Annexe 5. Entretien avec M.A.F

هل سبق لك أن ناضلت داخل حزب سياسي أو منظمة للمجتمع المدني؟
نعم بالتأكيد،وكأي شاب في الكون يحلم بتغيير حقيقي يشمل نظام بلده،فإنه من الطبيعي،بل من الضروري أن
يبحث عن إطار أو تنظيم يتقاسم معه أفكاره وقيمه،وهذا ما وجدته في الجمعية المغربية لحقوق الإنسان التي
انخرطت فيها سنة 0222 والتحقت بعد ذلك بحزب النهج الديمقراطي قبل أن أستقيل منه قبيل تأسيس حركة 02
فبراير

– لماذا اخترت النضال داخل الحركة؟
دعني أقول لك أنني لم أختر النضال داخل الحركة،وإنما كنت واحدا من الشباب المؤسس لهذه الحركة ومن صاغوا
مطالبها،لذلك فأنا لم أختر النضال داخلها،بل كنت ولا زلت جزءا منها،إنها تجربة رائعة ومن فرط دفاعي عنها،أطلق
على شباب الحركة لقب-برينشتاين-على خلفية مبدئه القائل-الحركة هي كل شيء،والهدف لا شيء- رغم أنني
لا أحبذ هذا المبدأ،لأن أهدافنا في الحركة واضحة ومحددة . • حدثنا عن أول لقاء لك مع الحركة؟
لقد أيقظت في ذكريات لاتنسى وستبقى خالدة في كياني،إنها ذكريات التأسيس،وبالضبط يوم 01 يناير 0255 ،في
تلك الليلة،كانت الجماهير في مصر تصارع النظام بشجاعة نادرة،وفي تونس أيضا،لقد انبهرنا بهذه الشجاعة وقلنا
لم لا نكون نحن أيضا مثلهم،شرعنا في تأسيس المجموعات على الموقع الإجتماعي -الفايسبوك-كان الهدف
واضحا..لا للصمت..لقد حان وقت الغضب والرفض،نريد الديمقراطيةالآن وليس غدا ،لقيت الدعوة استجابة منقطعة
النظير بين شباب الأنترنيت،عقدنا الإجتماعات الإفتراضية وأخرى مباشرة،ناقشنا واختلفنا على المطالب،وعلت
أصواتنا،لكن في النهاية اتفقنا وأعلناها حركة جماهيرية سميناها حركة 02 فبراير،بعدما حسمنا يوم نزولنا إلى
الشوارع ألا وهو يوم 02 فبراير .

– ما هي القيم التي تدافع عنها شخصيا داخل الحركة؟
إنها بالتأكيد قيم الحداثة والحرية والتسامح وحقوق الإنسان كما هو متعارف عنها كونيا،المساواة بين الجنسين
والعدالة الإجتماعية،الديمقراطية كما هي وليست تلك التي نراها ونعيشها في معظم الدول العربية .

– هل كل مكونات الحركة تدافع عن مثل هذه القيم؟
طبعا لا..فكل منا له توجهه الفكري وقناعاته،فقناعات الإسلامي ليست هي قناعات العلماني أو القومي،فحينما
نقول المساواة بين الجنسين يشهر الإسلاميون أنيابهم ويواجهوننا بشراسة،وفي بعض الأحيان تنعكس هذه
التجاذبات في مسيراتنا الإحتجاجية،فالإسلاميون مثلا أصروا في العديد من المناسبات على عزل النساء عن
الرجال خصوصا في المسيرات،وحاولوا تنفيذ مبدأ-الإختلاط ممنوع-لكننا واجهنا مثل هذه السلوكات بخطاب
مقنع،وسألناهم باستغراب واستنكار،من أجل ماذا سنختلط؟؟ وقدمنا لهم جوابا مقنعا رغم أنهم لم يقتنعوا به ولن
يقتنعوا أبدا…نحن نختلط ضد الإستبداد وضد الديكتاتورية والفساد السياسي،نحتلط لأننا مظلومين نساء
ورجالا،نختلط لكي نكون صوتا واحدة،ولا نختلط من أجل أفكار ماضوية معششة في أذهان البعض .

– كيف يتم تذويب الخلافات داخل الحركة؟
إن القضايا الخلافية السياسية نذوبها بالحوار والتوافق،لكن دائما نضع نصب أعيننا حاضر الحركة ومستقبلها،وأي
قرار يمكن أن يضر بالحركة،نعمق حوله النقاش وفي النهاية نصل إلى حل توافقي،لأن الأغلبية على الأقل تعي
خطورة التشرذم والإنقسام داخل الحركة . • ما هو في نظركم الدور الذي لعبته الأنترنيت والشبكات الإجتماعية في التعبئة لصالح الحركة؟
سأكون واضحا جدا..لولا الأنترنيت لما كانت هناك حركة 02 فبراير،ولولا الفايسبوك والتويتر لما استطعنا عقد
اجتماع واحد يضم 6 أشخاص،إن الفضل الكبير يعود للأنترنيت ونحن مدينين لها بالكثير،إن الشبكات الإجتماعية
هي المنارة التي أضاءت لنا طريقنا وجعلتنا نتحاور مع آلاف الشباب في وقت واحد ونناقش وكأننا في مقر واقعي
تقارب مساحته الكرة الأرضية،لقد منعونا من الإعلام العمومي وهددوا الصحف المستقلة وساوموا بعضها،لكن
الأنترنيت هزمتهم جميعا،ووصل صوتنا إلى أبعد مكان في العالم،في الوقت الذي كان فيه هذا الصوت حبيس
حاراتنا ومدننا . • أي دور لعبته الصور المأخوذة عبر الهواتف في الشبكات الإجتماعية في تطور الحركة؟
إنه دور هام جدا،فلا أحد داخل 02 فبراير يتوهم أن الإعلام المحلي سينقل مسيراتنا في كل المدن المغربية،أو
ينقل القمع الذي يسلط علينا،لقد اعتمدنا على أنفسنا وقررنا أن نكون مناضلين وفي نفس الوقت صحافيين..نصنع
الحدث ليطلع عليه الجميع في حينه،فكل شباب 02 فبراير على طول البلاد يطلعون فورا على أي جديد سواء تعلق
الأمر بمنع مسيرة أو قمع أخرى أو اعتقال شباب .وسجتهد الشباب في توثيق هذه الأمور على شكل صور تنقل
بالهواتف النقالة..إننا عن طريق هذه التقنية أصبحنا على تواصل مستمر ومستعدون لاتخاذ أي قرار فورا .

– لماذا اختيار النضال في الشارع بدلا عن المؤسسات-البرلمان والمجالس المنتخبة-؟
إن الشارع هو البرلمان المفضل لي..إنه البرلمان الذي نملك فيه كل الصلاحيات وكل الشعارات التي نريد
ترديدها،إن الشارع هو البرلمان الشعبي الذي يتوفر على الشرعية والمصداقية،إننا لا نستعدي المؤسسات،لكن
على البرلمان أن يكون فعلا مؤسسة،أن تكون له صلاحيات فعلية وأن يكون منبرا يعكس ما يفكر فيه الشعب وألا
يلعب دور-الحبوب المسكنة-لآلام الشعب…إن النظام مسؤول عن هذا الوضع،لكن أيضا الأحزاب السياسية لها
مسؤولية فيما يقع الآن في هذا البلد ومؤسساته…إن برلمانا بدون صلاحيات سواء على مستوى التشريع أو
مراقبة الحكومة،سيكون بالتأكيد مدرسة لتفريخ الإنتازيين والوصوليين لا أقل ولا أكثر .

– ماهو مستقبل الحركة في نظركم؟
إن مستقبل الحركة رهين بشبابها وبتوحد القوى الداعمة حول مطالب الحركة،ومدى تعبئة المواطنين وتجميعهم
حول هذه المطالب،إن المخزن متجذر في كل مناحي الحياة ويالتالي يتطلب ذلك مجهود أكبر،إن حركة 02 فبراير
لن تتكرر إلا بعد أجيال وأجيال،وعلينا بلورة تصور وخارطة طريق واضحة للعمل مستقبلا إن هناك مستجد هو
انسحاب جماعة العدل والإحسان من الحركة،إنه قرار يؤسف له خصوصا في هذه الفترة،لكن هذا لا يعفي باقي
الأحزاب اليسارية الداعمة من المسؤولية والتي أظهرت هي أيضا نقصا في الإحترافية السياسية لتدبير المرحلة
بأقل الخسائر..لقد أبانت عن مستوى متدني فيما يخص التدبير السياسي للمرحلة بلا أستطيع أن أقول بدون تردد
…إنها فشلت في تدبير مرحلة 02 فبراير…،وتجاوزها شباب 02 فبراير وباقي شرائح الشعب المغربي بكثير .

– في نظركم هل توجد هناك علاقة بين الحركة وبين الحركات الإحتجاجية في العالم العربي؟ وكيف تؤثر
هذه الأخيرة في التعبئة داخل المغرب؟
نعم بالتأكيد توجد علاقة بينها…إن حركة 02 فبراير كانت نتيجة احتقان شامل،سياسي واجتماعي وثقافي…ولم
تكن هناك فرصة ذهبية للاحتجاج الجماعي على هذا الوضع،لكن بعد بروز الحركات الإحتجاجية في العالم
العربي،وخصوصا في مصر وتونس،برزت الحركة،إنه علينا ألا نكون أبناء عاقين للثورات العربية،أو ناكرين للجميل،إن
الجماهير المغربية حينما نزلت إلى الشوارع،مررت رسائل إلى الشعوب العربية،مفادها أن إخوانكم المغاربة
يؤيدونكم وفي نفس الوقت يعيشون نفس الأزمة،إن الشعوب العربية قالت وستقول كلمتها مجتمعة،إن هذه
الشعوب عبرت بشكل حاسم على أنها لن تقبل بالعيش فتحت نيران المستبدين والديكتاتوريين،لقد ساعد نا
الوضع العربي كثيرا ومنحنا ما يشبه- شرعية الاحتجاج-لكان أثرها حاسما .

– ماهو المغرب الذي تحلم به شخصيا،وما الوقت اللازم في نظركم لتحقيق ذلك؟
إن المغرب الذي أحلم به هو مغرب عادل،مغرب ديمقراطي وخال من الإستعباد المنظم والقهر،مغرب لا يموت
مواطنيه أمام أبواب المستشفيات بسبب عدم قدرتهم على آداء ثمن التطبيب،أحلم بمغرب يسوده القانون والعدل
وأن يكون فيه الجميع سواسية أمام القانون،مغرب يكون فيه المقدس هو الديمقراطية والحرية…إني أحلم أن يكون
المغرب ومصلحة المغرب فوق الجميع……كل هذه القيم من الأكيد أنها لن تنفذ غدا صباحا بإشارة أصبع….أكيد أن
ذلك يتطلب نفسا طويلا…. لأن طبيعة النضال والتغيير السلمي تقتضي ذلك…فبناء دولة حديثة يتطلب وقتا ونحن
نتفهم هذه هذا الأمر .

Page suivante : Annexe 6. Entretien avec A.J

Retour au menu : Le Mouvement du 20 février marocain : Conditions de naissance et évolution d’un mouvement protestataire